في مشهد الأعمال المتسارع اليوم، حيث تشتد المنافسة وتتطور توقعات العملاء باستمرار، يجب على العلامات التجارية اعتماد منهج مبتكر داخل بيئة تعتبر القيم الإنسانية أولوية. إن إنشاء علامة تجارية ناجحة لا يتم عبر استراتيجية تنفيذ فقط، بل يتطلب أيضًا التركيز على قيمة وضع البشر في المقام الأول. يمتلك الاستثمار في الثقافة الصحيحة قوة جذب كبيرة للعملاء، حيث يعمل على تحويل العلامات التجارية إلى ثقافات حية داخل المؤسسات.
دعونا نستكشف بعض فوائد الاستثمار في ثقافة العلامة التجارية والعائد التجاري منها وكيف يساهم ذلك في تعزيز الشعور المتجدد بالأهداف والتوافق بين الجميع لتحقيق غايات و رؤى العلامة التجارية.
ميزة تنافسية فريدة
الوجود القوي والبارز لثقافة العلامة التجارية في جميع جوانب المؤسسة قد يكون سببًا مقنعًا للعملاء لاختيار منتجات أو خدمات المؤسسة عن المنافسين. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة Accenture يأتي 62٪ من إجمالي إيرادات الشركات من العلاقات التي تستند إلى هدف مشترك بين المؤسسات والعملاء. أظهرت العلامات التجارية التي تعطي الأولوية للتوافق الثقافي معدلات ولاء أعلى للعملاء بنسبة 12٪. وهذا يعني زيادة في معدل الاحتفاظ بالعملاء وتعزيز الربحية، حيث يتمتع العملاء المخلصون بالميل إلى إنفاق 23٪ أكثر مع العلامات التجارية التي تتحرك وفقًا لأغراضهم ورؤيتهم.
زيادة مشاركة الموظفين و إنتاجيتهم
تسعى ثقافة العلامة التجارية إلى التوافق مع قيم الأفراد وتعزز شعورهم بالانتماء والرؤية المشتركة بين الموظفين، فالهدف ليس فقط أن يبقى الموظفون داخل مناصبهم، ولكن يساهم المدمجون منهم بشكل حقيقي مع بيئة عملهم أيضًا في تحسين أداء الأعمال والإنتاجية. وتشير الأبحاث إلى أن الموظفين المدمجين بطريقة تتماشى مع أهدافهم ورؤيتهم تحقق زيادة في الإنتاجية بنسبة 17٪ وأرباح أعلى بنسبة 21٪، فضلاً عن تقليل معدلات الغياب وترك الوظيفة.
جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها
ثقافة العلامة التجارية المدمجة جيدًا تعمل كمغناطيس للأفراد المتشابهين في التفكير، والذين لديهم شغف بأهداف العلامة التجارية. وعندما تنعكس رؤية وأهداف العلامة التجارية على اهتمامات المرشحين، تعزز من قبولهم للوظيفة بشكل أكبر وأسرع. و في الواقع، تتمتع الشركات التي تمتلك علامة تجارية قوية وواضحة إلى اجتذاب 50٪ من المرشحين للوظائف، وتقلل نسبة ترك الوظيفة بمعدل 28٪.
تعزيز الابتكار والقدرة على التكيف
تساهم الثقافة الحيّة للعلامة التجارية على تعزيز الابتكار والقدرة على التكيف في جميع الظروف، حيث تشكّل بيئة مشجعة للمبادرات الإبداعية. وعندما يتماشى الموظفون مع هدف وقيّم العلامة التجارية، يرفع ذلك معدلات المشاركة التعاونية والإبداع. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة - Bain & Company - أن الشركات الإبداعية وذات السمعة الحسَّنة تزداد تطورًا بنسبة 58٪ إذا كانت لديها ثقافات عمل تعاونية قوية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات التي تتمتع بثقافة عمل حقيقية التكيف بسرعة وبفعالية مع التغييرات في سوق العملاء والمنافسين..
تعزيز العلاقات مع العملاء
تخلق ثقافة العلامة التجارية الحيّة علاقات هادفة وذات مغزى مع العملاء. عندما يجسد الموظف قيّم العلامة التجارية خلال عملهم ومهامهم ، يعزز من ذلك الثقة والولاء والآراء الإيجابية. ويصبح العميل ممتناً خلال تجربة العمل معك، ويمكن أن يتحول الأمر الى الترويج لعلامتك وعروضها أيضَا، مما يؤدي إلى زيادة اكتساب عملاء جدد، زيادة عمر علاقتك مع العملاء الحاليين، والتقليل من تكاليف التسويق.
التقليل من المخاطر
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والمراقبة المتزايدة لأي هفوات، حماية سمعة العلامة التجارية وتعزيزها آمر ضروري. حيث تعمل ثقافة العلامة التجارية المدمجة جيدًا كرادع ضد مخاطر تشويه صورة عملك. وعندما يعكس الموظفون قيّم العلامة التجارية من خلال تعاملهم ويظهرون سلوكًا أخلاقيًا بشكل مستمر، يصبحون عبر ذلك سفراءً يحافظون على سمعة العلامة التجارية، وبالتالي يقللون من التأثير السلبي المحتمل لأي أزمة مستقبلية.
ختماً، ثقافة العلامة التجارية ليست مفهومًا غير ملموس ومعنويًا فقط! التطوير في الثقافة يجلب عائد يمكن تقييّمه وقياسه، كما يؤثر بشكل كبير على نجاح العلامة التجارية. ولا تتمحور أيضًا على استراتيجية تنفيذ فقط، هي مبدأ وسلوك توجيهي الذي يقدم لنا الآنسة كأحد الأسباب الرئيسية في نجاح المؤسسة. من خلال تبني نهج متمحور حول الأفراد واختلافهم، يمكن للشركات خلق ميزة تنافسية مميزة، وتحفيز الموظفين على الاندماج والابتكار، وتحقيق المزيد من النجاح المؤسسي.